اثار تصريح وزير المالية علي علاوي، بشأن امكانية انهيار سوق النفط وتسريح العراق لموظفيه
ردود فعل غاضبة من قبل فئات كبيرة من افراد الشعب، فيما كشف خبير اقتصادي حقيقة تنبؤات وزير المالية.
وقال علاوي خلال مؤتمر للنفط، ان”قطاع النقل يستهلك نحو 60 بالمئة من النفط العالمي، غير
أن الاعتماد على ذلك سيتوقف بحلول عام 2030 بعد أن ينتقل العالم إلى صناعة السيارات
الكهربائية وطي صفحة الوقود”.
وحذر الوزير من امكانية ان يلجأ العراق الى تسريح موظفيه بسبب انهيار سوق النفط وحال عدم تنفيذ اصلاحات قاسية، وهو الامر الذي دفع افراد الشعب العراقي الى الرد بشكل غاضب على الوزير، حيث يقول محمد الوادي، ان”تصريح وزير المالية واقعي، لكن السؤال وانت تجلس في برجك البرجوازي اين خططك المالية لمواجهة كارثة قد تطل برأسها”.
وتقول درة حيدر، ان”تصريحات وزير المالية كلها ضد الموظفين وكانهم ماخذين (ياخذون) من
مصرف بيته”، ويقارن حميد احمد بين العراق والسعودية ويقول:ان”السعودية قررت الاعتماد على النفط في 2030 بنسبة 3% والعراق لم يضع خطة لانه لا يوجه نزيهين من 2003″.
بالمقابل يكشف الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي صحة تنبؤات علي علاوي بشأن انخفاض الطلب على النفط
ويقول المرسومي ان”ما قاله وزير المالية عن انهيار اسواق النفط وتسريح العراق لموظفيه هو طرح ليس بالجديد، فبعض الباحثين يشاطرون وزير المالية بان عام 2030 سيبدا افول عصر النفط وسيغادره العالم الى مصادر الطاقة النظيفة وفي مقدمته الطاقة المتجددة، خاصة بعد التطور الهائل في انتاج السيارات الكهربائية وان ثلاثة ارباع الطلب على النفط هو لقطاع النقل والمواصلات”.
ويضيف المرسومي ان”التوقعات تشير الى ان السيارات الكهربائية ستحقق معدل نمو سنوي
مركب بنسبة 29% على مدى الاعوام العشرة المقبلة وسينمو معدل مبيعات المركبات
الكهربائية من 2,5 مليون الى 11 مليون و200 الف سيارة في 2025 ثم يرتفع الى 31
مليون في 2030 وبالتالي سترتفع حصة المركبات الكهربائية الى حوالي 32% من اجمالي
حصة السوق الخاص بالمركبات الجديدة بالمقابل هناك مليار و47 مليون مركبة و50 الف
سفينة و25 الف طائرة مدنية تستخدم النفط كوقود مما يعني صعوبة ازاحة النفط كمصدر
للطاقة على مدار العقود الثلاثة القادمة على اقل تقدير والارقام المتاحة تدعم هذه
الحقيقة وان ثلث الطلب على المركبات الجديدة هو على المركبات الكهربائية وثلثين
الطلب هو على السيارات التي تستخدم النفط كوقود ولذلك بقت هيمنة النفط على مصادر
الطاقة في العالم”.
واشار الى، انه”حاليا بحدود الـ85% من حدود ميزان الطاقة هو للطاقة الاحفورية النفط
والفحم والغاز، في حين الطاقة المتجددة تساهم بـ 15%، كما علينا ان لا ننسى ان ثلث
استخدامات النفط هو في صناعة البيتروكيماويات وهذا الطلب من المؤمل ان يرتفع خلال
السنوات المقبلة وبالتالي سيبقى النفط هو المصدر الاول للطاقة على الاقل عند حدود
2050 كما اكدت اوبك ووكالة الطاقة”.
من جانبه يقول الخبير الاقتصادي نبيل العلي، ان”الانتاج العالمي للنفط يبلغ حاليا بحدود ١٠٠
مليون برميل يوميا ويستهلك العالم ٥٥ ٪ من النفط في قطاع المواصلات ( سيارات ٢٥٪
، شاحنات ٢٠٪ ، باخرات ٥٪ ، طائرات ٥٪ ) ٣٠ ٪ للصناعات العامة والبيتروكيمياويات
و١٠٪ تقريبا للتدفئة و٥ ٪ فقط لانتاج الطاقة الكهربائية وما يهمنا هو توجه صناعة
السيارات نحو الطاقة النظيفة التي ما زالت محدودة جدا، لغاية اليوم والتي تقارب ١٠
ملايين سيارة كهربائية حول العالم يقابلها ما يقارب ١.٨ مليار سيارة تعمل بالوقود وهي
تشكل اقل من الواحد بالمائة من عدد السيارات الكلي ٠.٠٥ ٪ من مجمل السيارات”.
واشار الى، ان”بعض الشركات تتسابق للاستفادة من الثورة الصناعية الجديدة المتعلقة بصناعة
السيارات للدخول في السوق المزمع مبكرا ، فوضعت لنفسها توقيتات جديدة للبدأ بالصناعة
الجديدة كما حصل مع شركة فولفو التي تعتزم ايقاف سيارات البانزين والديزل والتوجه لصناعة
السيارات الكهربائية بحلول عام ٢٠٣٣”.
واشار الى، انه”ما تزال اهمية النفط قائمة على الاقل من اليوم لغاية عشرين سنة قادمة ، لكن
من الممكن ان تتزايد الابحاث الخاصة بالطاقة المتجددة وان ترفع نسبة نموها السنوي بما
يزيد عن ١ ٪ سنويا في مختلف القطاعات المستهلكة للطاقة ، وهذا يستوجب الوقوف من القائميين على السياسة العراقية الانتباه للمخاطر الاقتصادية والمالية المحتملة والاستفادة من
الايرادات النفطية لتحقيق عجلة النمو الاقتصادي للبلد بالقطاعات التنموية المختلفة
قبل فوات الاوان”.