• الخميس: 21/11/2024

في النجف.. 350 فندقاً مهدداً بالتوقف وشبح التسريح يحاصر العاملين

تعد محافظة النجف الأشرف، قبلة الزائرين من شتى بقاع الأرض، لما تحتويه من مراقد دينية مقدسة وشواهد تأريخية فضلاً عن احتوائها على أكبر مقبرة تأريخية في العالم .

وتشهد المحافظة انكماشاً كبيراً في عدد السياح منذ عدة سنوات، وأحد أبرز الأسباب جائحة كورونا، والتي تسببت  بتوقف حركة السوق وعجلة الاقتصاد في كثير من القطاعات وأهمها قطاع الفندقة .

الخبير الاقتصادي، رئيس رابطة الفنادق في النجف الأشرف صائب أبو غنيم، إن “ركود الحركة السياحية و قلة السياح أثّرا بشكل سلبي على العجلة الاقتصادية للقطاع الخاص، وتوقف على إثرها عمل جميع القطاعات التي تعتمد على دخول الزائرين إلى المدينة”.

وأضاف أبو غنيم، أن “قطاع الفندقة كان أبرز الخاسرين بسبب هذه التحديات التي نتجت بعد ظهور فيروس كورونا والقيود التي فرضت على بلدان العالم”، منوهاً بأن “هنالك أكثر من 350 فندقاً شبه متوقف حالياً بعد الركود الاقتصادي وتم تسريح الآلاف من الموظفين في هذا القطاع بسبب الخسائر الكبيرة التي حلت على أصحاب الفنادق”.

وأشار إلى أن “شركات السياحة ربما هي الوحيدة التي بدأت تتعافى تدريجياً بسبب رفع بعض القيود، و ربما أدت السياحة الداخلية دوراً في إنعاش رئة هذا القطاع لكنه لم يصل إلى المستوى المطلوب والتعافي من تبعات الخسائر التي استمرت على مدى 3 أعوام”.

أما طلال أبو صيبع، صاحب محل تجاري في المدينة القديمة في النجف الأشرف، فقد علل ضعف حركة السوق إلى التراجع الذي تشهده المدينة من السياح.

ويضيف أبو صيبع، إن ” الجهات الحكومية لم تعمل على معالجة الانهيار الاقتصادي في القطاع الخاص، و عملت على إنقاذ القطاع العام فقط من الانهيار، بينما يُعَدُّ القطاع الخاص أحد أعمدة الاقتصاد في كل دول العالم، فالسوق توفر آلاف فرص العمل التي توفر العيش الكريم للمواطن، وهو عبارة عن سلسلة مترابطة بين كل المهن”.

ولفت إلى أنه “بضعف السياح واقبالهم عن السوق تلاشت تلك الفرص وانقرض ما يسمى تدوير العجلة الاقتصادية في المدينة التي كانت محط رحال المواطنين من محافظات العراق للعمل فيها”، مضيفاً أنه “على الرغم من وجود الزائرين بشكل قليل حالياً، لم يستطع أصحاب المحال التجارية وخصوصاً في المدينة القديمة من تعويض الخسائر الفادحة التي ألمّت بهم منذ سنوات”.

وبين، أن “مزاج السائح في الشراء تغيّر بسبب ارتفاع سعر الدولار وانهيار اقتصاديات الدول التي كان مواطنوها يأتون إلى العراق لغرض السياحة الدينية، و بالأخص إيران ولبنان وسوريا وتركيا، هذه العوامل أدت أدت إلى ركود حركة السوق بشكل كبير”.

وأعرب مواطنون، عن أملهم من الحكومتين الحالية والمقبلة، في “إيجاد الحلول الجذرية لإنعاش حركة الاقتصاد في القطاعات التي تعتمد على السياحة الدينية، وتطوير البنى التحتية لكي تكون عوامل جذب للسياح، و تفعيل سياحة الآثار والسياحة الترفيهية لما تحتويه هذه المحافظة من عوامل النجاح في تلك القطاعات”.