• الثلاثاء: 23/04/2024

التسول في الطرقات .. الاسباب والعلاج

التسول في الطرقات .. الاسباب والعلاج

بقلم:محمدعلي ابو هارون

من الظواهر السلبية القديمة الجديدة التسول في الطرقات العامة وفي الساحات والتقاطعات والأسواق والمناطق المكتظة بالناس .

تساؤل بسيط عن هذه الظاهرة يقودنا إلى التركيز على السؤال التالي
كيف ينظر الأسلام إلى التسول ؟
السائل هو المعدم ماليا والذي لا يحصل على قوت يومه وهذا الإنسان كرمه الاسلام وفرض له حقا في أموال الناس ليس لهم منة في حال أعطوه مالا اومتاعا بل حسب التأكيد القرآني
نجد النص الذي يضع السائل في موقع يشركه في أموال الآخرين .

والنص هو :
وفي أموالهم حق للسائل والمحروم .
السائل إذن من حقه أن يستفيد من الأموال التي عند الآخرين الذين أوجب الله عليهم هذا الحق للسائل والمحروم .
لكن الملفت للنظر أن ظاهرة التسول التي تنتشر في العديد من المجتمعات حتى الغنية منها يقودنا إلى البحث عن معرفة الأسباب الكامنة وراء انتشار هذه الظاهرة
ونتساءل هنا عن دور الحكومات والمراكز الدينية والتربوية والإنسانية في هذا المجال ؟
والمحزن كثيرا أن هناك جهات خفية تعمل عملا منظما من أجل توظيف هذه الظاهرة لأغراض ومنافع مادية بحتة وحتى قد تكون سياسية في بعض الأحيان !!
المتسولون جزء من المجتمع لكن ماهي الاسباب التي دعتهم إلى أن يكونوا في هذا الاتجاه .
تشير المراكز البحثية ومنظمات حقوق الإنسان إلى أن المشاكل الاجتماعية وتزايد حالات الطلاق والتفريق بين الأبوين وانتشار ظاهرة اولاد الشوارع يجعل من هذه الظواهر تنتشر وتتسع يوما بعد آخر .
ترى ماالعلاج لمكافحة آثار هذه الظاهرة التي تمثل أرضية خصبة لانتشار المخدرات والجريمة المنظمة وجرائم السرقات وممارسات الرذيلة؟!.
تقع على السلطات مسؤولية كبرى في التصدي لمثل هذه الظواهر وتنظيم وإدارة مراكز إيواء وتنمية بشرية للمشردين واولاد الشوارع والذين لايمتلكون مأوى لهم .
وما يزيد الطين بلة في مثل هذه الحال وجود شبكات خفية تقوم بتجميع أفواج المتسولين وتوزيعهم في الأماكن المختلفة خاصة المزدحمة من أجل جمع الأموال وتأتي هذه الشبكات اخر الليل لتجمع منهم الأموال وتبقي لهم نسبة معينة .
على وزارات العمل والشؤون الاجتماعية والمراكز المختصة الاسراع إلى النزول إلى شوارع المدن والأسواق والطرقات العامة والتقاطعات وجمع أفواج المتسولين ودراسة احتياجاتهم ومعرفة أوضاعهم الخاصة وتوفير الرعاية الخاصة لهم لأنهم يمثلون قنابل موقوتة تجعل منهم عناصر معدة لأن تكون ضمن شبكات الجريمة المنظمة .
وفي هذا الوسط المرتبك يضيع آلاف الناس البسطاء من الذين يستحقون مد يد العون لهم ولهم الحق في اموال كل منا .

من المعيب جدا أن تجد في بلداننا الإسلامية خاصة الغنية والتي تمتلك ثروات نفطية هائلة أن تجد استمرارا لهذه الظاهرة الخطرة.
دعوة إلى المراكز الحكومية والدينية والمرجعيات الروحية إلى المبادرة بالنزول إلى الشوارع في حملات سريعة لإزالة هذه الظاهرة التي تمثل منظرا ماساويا لايتناسب مع الشارع الاسلامي والخلق الإنساني الرفيع .
اللهم نسالك العفو والعافية
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ابدا .
والحمد لله رب العالمين .