• الإثنين: 20/05/2024

‏”ناشيونال أنترست”: النظام العالمي يشهد تحولاً مع صعود التعددية القطبية وتضاؤل النفوذ الأمريكي

‏تحدثت مجلة “ناشيونال أنترست” البريطانية، عن تشكيل جديد يشهده النظام العالمي، مع صعود التعددية القطبية، وتضاؤل النفوذ الأمريكي العالمي.

وأفادت المجلة، في تقرير لها  بأن “‏الدور المتوسع الذي تلعبه القوى المتوسطة في عالم متعدد الأقطاب فرض تحديات وفرصاً على اللاعبين العالميين”.

وأضافت، أنه “مع فجر العام الجديد، شهد المشهد الجيوسياسي تحولاً مع توسع مجموعة البريكس لتشمل إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإثيوبيا”.

وتابعت المجلة البريطانية، أن “هذا التطور جلب اهتماماً جديداً إلى إعادة تشكيل النظام العالمي، وصعود التعددية القطبية، والدور المؤثر بشكل متزايد الذي تلعبه القوى المتوسطة”.

وأشارت “ناشيونال أنترست”، إلى أنه “على الرغم من قدراتها المحدودة مقارنة بالقوى العظمى، فإن القوى المتوسطة تستفيد بشكل استراتيجي من توزيع القوة العالمية المتطور لتأمين الفرص لنفسها”.

ولفتت، إلى أنه “مع الاعتراف بأن القوى العظمى تعتمد عليها لتحقيق النفوذ العالمي، تنخرط القوى المتوسطة في ألعاب القوة، وتتأرجح بين التعاون والمعارضة لتعزيز مصالحها الخاصة”.

وتكمل المجلة، الشهيرة، أنه، “بشكل عام، توفر المنافسة الشديدة عالية المخاطر بين القوى العظمى والتعاون المتقطع أرضًا خصبة للقوى المتوسطة لتأكيد نفوذها، وهذا يدعو إلى إجراء فحص نقدي للديناميكيات المتطورة في العلاقات الدولية وضرورة اتباع نهج دقيق في مواجهة عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد”.

وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، تقول “ناشيونال أنترست”، إن “العالم انقسم إلى قطبين للقوة، مما اضطر القوى المتوسطة إلى التحالف إما مع الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفييتي، وكانت السياسة الخارجية المستقلة الحقيقية للقوى المتوسطة معدومة تقريبًا”.

‏وبحسب المجلة، فإن “انهيار الاتحاد السوفييتي قدم خياراً أقل ثنائية: إما الانضمام إلى النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة أو اتباع مسار مستقل، ومع ذلك، فإن الاختيار ضد القوة العظمى العالمية الوحيدة يخاطر بالتخلي عن الضمانات الأمنية والفوائد الاقتصادية التي صاحبت هذا الانحياز، ونتيجة لذلك، انضمت العديد من القوى المتوسطة إلى النظام الذي تقوده الولايات المتحدة، وشاركت بنشاط في المنظمات الدولية”.

وفق التقرير البريطاني، فإن “لحظة القطب الواحد تضاءلت تدريجيًا مع تضاؤل النفوذ العالمي النسبي للولايات المتحدة، وقد ساهمت عوامل مثل صعود القوة الاقتصادية للصين وقدرتها على جذب الحلفاء، والأزمة المالية العالمية عام 2008، والتكاليف الباهظة التي تكبدتها خلال حربي العراق وأفغانستان، والتمكين الشامل للقوى المتوسطة، في هذا التحول النموذجي”.

وأكد، أن “فرض هذا النفوذ المتضائل تحديات للولايات المتحدة وحلفائها في تعزيز المصالح الجماعية في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى خلق كادر من القوى المتوسطة الأكثر ميلاً إلى اتخاذ إجراءات جريئة”.

وفي حين لا يزال العالم يُظهر عناصر القطبية الثنائية، مع احتفاظ الولايات المتحدة بوضع القوة العظمى في بعض الجوانب وصعود الصين، فقد بدأ هذا القطب في اتخاذ شكل مميز، وتدل الأهمية المتزايدة للقوى المتوسطة وثقتها على التحول نحو التعددية القطبية، فالكتلة الصاعدة التي تقودها الصين توفر للقوى المتوسطة بدائل، مما يقلل من اعتمادها على الولايات المتحدة.

وتبين المجلة البريطانية، أنه “في عالم متعدد الأقطاب، تكتسب القوى المتوسطة المزيد من الخيارات، والاستقلال، وبالتالي المزيد من النفوذ، وهذا يُترجم إلى زيادة الحزم والابتعاد عن الطاعة المطلقة لجانب واحد، إن فكرة أن العالم الذي يضم قوى عالمية متعددة يعزز الإجراءات الجريئة والحازمة تتجسد في العديد من القوى المتوسطة، وتُظهِر القوى المتوسطة القوية في مختلف المناطق اهتماماً متزايداً بالهيمنة الإقليمية”.

معالجة النظام العالمي المتطور تتطلب من الولايات المتحدة وحلفائها الاعتراف بالديناميكيات المتغيرة بشكل واقعي، تكتسب القوى الوسطى نفوذاً في اختيار شركائها، مما قد يشكل تحديات جديدة للولايات المتحدة، ومن المرجح أيضاً أن تصبح هذه القوى أكثر حزماً في مطالبها وطموحاتها، وفق المجلة.

وتختم المجلة تقريرها بأن “الحقبة التي كان بوسع الولايات المتحدة فيها أن تضمن الامتثال والدعم دون عناء آخذة في التلاشي، كما يتضح من أنماط التصويت الأخيرة في الأمم المتحدة، وتحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية أكثر دقة للتعامل مع هذا المشهد المتغير”.