كان الشتاء يخيم على أجواء العراق، عندما وثقت لقطة مصورة، للحظة انهمك فيها القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني مع الشيخ عدنان فيحان، وبقربهم القائد الشهيد أبو مهدي الكناني، في حديث حول تحرير جرف النصر من العناصر الإرهابية التي سيطرت عليها إبان سنوات الاجتياح.
كانت هذه الصورة التي جمعت قائدين شهيدين وآخر نذر نفسه لخدمة العراق وهم يرتدون زياً عسكرياً غير لونه تراب الحرب، غلافاً لتقرير “معهد واشنطن”، الذي نشرته بشأن تسنم الشيخ عدنان فيحان منصب محافظ بابل.
ابن بابل الذي كان نائباً لدورتين منذ 2014 ولغاية اختياره محافظاً، انزعجت واشنطن عبر معهدها من انتخاب الشيخ فيحان، كونه أحد قيادات المقاومة الإسلامية / حركة عصائب أهل الحق، التي أوجعت الاحتلال وجنوده في العراق.
واستذكر التقرير، العملية البطولية التي نفذها الشيخ فيحان وعدد من المجاهدين في عام 2007، عندما أسّر ضابطاً أمريكياً وخمسة جنود في مدينة كربلاء المقدسة.
كانت هذه العملية، هي المفتاح الذي دخل منه “معهد واشنطن”، إلى مادة التقرير الذي كانت غايته تشويه تاريخ من الجهاد ومقارعة الاحتلال وتقديم البطولات والتضحيات.
اختيار الشيخ فيحان محافظاً لبابل، لم يزعج واشنطن وإدارتها، فحسب وإنما كان لأذنابها في العراق رأي مقارب لفحوى التقرير، بعد اعتراض البعض على جلسة التصويت.
وبعد الاطلاع على ما جاء في تقرير “معهد واشنطن” فإن المتابع سيجد أن حركة عصائب أهل الحق، لا سيما القيادي البارز فيها الشيخ عدنان فيحان، قد أوجعت عملياتهم الاحتلال في ملاحم بطولية كانت وما زالت شاهداً على قوة خط المقاومة.
ووفقاً لما جاء في تقرير “معهد واشنطن”، فإن الشيخ فيحان قد لفت انتباه الحكومة الأمريكية للمرة الأولى في عام ٢٠٠٧، عندما كان شاباً ويقود قوة عسكرية باسم “القوات الخاصة”.
في غضون ذلك، ومع عملية طوفان الأقصى، أشر التقرير الأمريكي الدعم الذي قدمه الشيخ فيحان ومساندته لعمليات المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني الغاصب وجرائمه الوحشية في قطاع غزة.
وتظهر كتابة “معهد واشنطن” تقرير عن تسنم الشيخ فيحان منصب محافظ بابل، اعتراف واضح ودليل دامغ، على مقارعته للاحتلال، وإلحاق الهزيمة بعناصر في عمليات بطولية ما زالت شاهدة لغاية الآن.
التقرير الأمريكي سرد، تاريخاً كبيراً من الجهاد والمقاومة لقيادي بارز في حركة عصائب أهل الحق، ضد الاحتلال والإرهاب، في اعتراف واضح وصريح بأن عمليات المقاومة أوجعت إدارة الاحتلال.
ولم يشكل تقرير “معهد واشنطن” صدمة لدى العراقيين، وذلك لما تتميز به واشنطن من تاريخ حافل بتزييف الحقائق ونشر الأكاذيب، فضلاً عن الاتهامات الباطلة والتي لا أساس لها من الصحة.
النائب حبيب الحلاوي، رد على “معهد واشنطن” قائلاً: الحق ما اعترف به الأعداء، عدنان فيحان اعترفوا انك قاتلهم وقاصم شوكته، فهنيئاً لك هذا الشرف العظيم”.
أما النائب علي تركي الجمالي، فعلق على التقرير قائلاً: “موقع واشنطن وفي تقرير لقناة الحدث يعترض على انتخاب عدنان فيحان لأنه متهم بالتورط في استهداف جنود امريكان تــم اعدامهم تنفيذا لأوامر صدرت من
قائد العصائب الشيخ الخزعلي في عام 2007 لذلك نقول عليكم الاعتراض في المحكمة الفدرالية الامريكية وتوكيل محام للطعن، اللهم اشهد اننا جنود الخزعلي وفيحان”.
من جانبه، أكد النائب عن كتلة الصادقون النيابية، حسن سالم، أنه ستكون بمحافظة بابل ثورة في الخدمات والنجاح بقيادة ابنها البار المحافظ عدنان فيحان.
وكتب حسن سالم في تدوينة على موقع “اكس”، تابعتها “العهد نيوز”، قائلا إن “عصائب اهل الحق مقاومة ومبدأ وقول وفعل سمتها النصر والنجاح والتميز فهي مقاومة قادتها شهداء وشهداؤها قادة وفي ميدان السياسة”.
وأضاف، أن “كتلة الصادقون قولا وفعلا وهي الأبرز في استقرار البلد وتثبيت العملية السياسية وصمام امانها بقيادة امينها العام الشيخ المجاهد قيس الخزعلي”.
وتابع سالم “اليوم تخوض تجربة أخرى لإعطاء نموذج للعطاء والابداع لتكون محافظة بابل ثورة الخدمات والنجاح والاجمل بقيادة محافظها وابنها البار الشيخ المجاهد عدنان فيحان”، مؤكدا أن “قافلتنا مسرعة الى الامام ولا ننتبه الى طنين الذباب”.