يستذكر العراقيون في الثاني والعشرين من شهر شباط كل عام الجريمة النكراء التي طالت مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء، قبل 18 عاماً حيث جرى تفجير المنارتين المقدستين، ليفتح جرح كبير في الضمير الإسلامي والإنساني.
واقتحمت مجموعة من فلول البعث وتنظيم القاعدة الإرهابي وبغطاء أمريكي صباح الأربعاء 22 شباط 2006 المرقد وقيدوا أفراد شرطة الحماية الخمسة وزرعوا عبوتين ناسفتين تحت قبة الضريح التي واحدة من أكبر قباب العالم الإسلامي وفجروها.
وبعد لحظات تجمع الآلاف من أهالي مدينة سامراء في الساحة المحيطة بالمرقد وحوله للاحتجاج على الاعتداء الآثم وهم يحملون عمامة الإمام علي الهادي وسيفه ودرعه التي كانت محفوظة في أحد سراديب المرقد ويهتفون “بالروح بالدم نفديك يا إمام”.
وقتها أكد وزير الداخلية آنذاك باقر جبر الزبيدي، أن قرابة المائة كيلوغرام من المواد المتفجرة استخدمت في التفجير والعملية استمرت حوالي ثلاثة إلى خمسة أيام لتثبيت ونقل المواد المتفجرة ومعداتها إلى داخل المرقد.
ويعد ما حصل في سامراء هو انتهاك لقداسة لها قيمتها في الوجدان الشيعي، ولدى عامة المسلمين، وخصوصا أهالي سامراء الذين كانوا أول من ندد به.
ويخضع المرقدان منذ زمن بعيد للوقف السني، والفصائل المسلحة كانت تتجنب الاقتراب منهما حتى عندما كانت تسيطر على المدينة، الى أن وقعت الواقعة، وهي عمل دبر ونفذ بليل وأريد له أن يكون الشرارة لحرب تلد أخرى في العراق الجريح.
واعتداء بهذا الحجم على قدسية الامامين علي الهادي وأبيه الامام الحسن العسكري، وسرداب غيبة الامام المهدي المنتظر، تطلب من وجهة نظر شيعية، ردا ضخما تمثل بخروج مظاهرات عارمة في العراق ودول أخرى أهمها ايران ولبنان.
وكان الأمين العام لعصائب اهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي قد نشر تغريدة قال فيها إن هذه الحادثة التي تجرأ على فعلها زبانية الإرهاب وأذناب الاحتلال والتي كانت بلا شك أقسى الحوادث على قلوب اتباع ومحبي آل البيت عليهم السلام”.
وأضاف سماحة الشيخ الخزعلي “وقد أريد لهذه الفعلة أن تكون البذرة الأولى لمخطط كبير كان يهدف لضرب وحدة العراق واذكاء الفتنة الطائفية، لكن العراقيين استطاعوا أن يئدوا هذا المشروع ويقتصوا من الذين كانوا يريدون الإيقاع بين أبناء البلد الواحد”.
وتابع “وبعد مرور السنوات عادة قبة الإمامين العسكريين لتعانق السماء وتكون شاهدة على حقبة مؤلمة من حقب الظلام التي مرت على العراق، ومناراً وضاءً ينير طريق الاحرار ومثالاً للتصالح والتسامح بين أبناء البلد الواحد”.
واستذكر النائب عن كتلة الصادقون، حسن سالم ، العام الماضي، الجريمة الإرهابية النكراء التي طالت مرقدي الامامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء.
و قال سالم في بيان تلقاه موقع العهد، اليوم الجمعة، إنه “في مثل هذا اليوم امتدت الايادي التكفيرية البعثية الإرهابية الى الاعتداء على ضريح الامامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء حتى فجروا القبة الشريفة للمرقد الطاهر في إشارة واضحة الى الامتداد التكفيري للزمرة الضالة التي أقدمت على تهديم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)”.
وأضاف، ان “التصدي البطولي لقواتنا المسلحة وحشدنا المغوار هو الذي أوقف تمدد هذه الجماعات الإرهابية وهدم مخططهم في تكرار محاولاتهم البائسة على باقي المراقد المطهرة لكن هيهات ان يتمكنوا من ذلك”.
و تابع سالم: “هولاء هم اعداء الانسانية وعديمي القيم واصحاب الفكر الضال المنحرف وفتاويهم الاجرامية التي سفكت فيها دماء الابرياء ظلماً وعدوانًا”.
وفي الثامن والعشرين من عام 2006، ألقت القوات الأمنية القبض على الإرهابي أبو قدامة التونسي المتهم الأول بتفجير مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام.
واعترف المجرم التونسي، بقيادة الإرهابي هيثم البدري المجموعة التي نفذت هذه الجريمة النكراء، بينهم سعوديون وعراقيون.
وكانت للإرهابي البدري علاقات مع النظام المباد وعمل مع أنصار السنة في كردستان ثم مع القاعدة وهو من مواليد سامراء وقد قاد العملية الإرهابية لتفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام).
واستغل هذا الإرهابي التغيير الذي حصل في سامراء آنذاك، عندما تحولت مسؤولية حماية المرقد الشريف من الجيش العراقي إلى قوة حماية المنشآت فدخلوا ليلاً إلى المرقد واعتقلوا وقيدوا أفراد الحماية وزرعوا العبوات الناسفة داخل المرقد ثم فجروها.