• الخميس: 9/05/2024

الاعلام الفلسطينية تحاصر السفارة الصهيونية في واشنطن ومكبرات الصوت تصدح باسم غزة

على مدار الأيام الماضية، ومنذ إشعال الجندي الأميركي آرون بوشتل النار في نفسه أمام سفارة الكيان الصهيوني، بواشنطن احتجاجا على الإبادة الجماعية التي يشهدها قطاع غزة، والدور الأميركي المتواطئ فيها، ترفرف مئات الأعلام الفلسطينية خارج السفارة الصهيونية، ولا تستطيع السفارة منع دبلوماسييها وموظفيها من رؤية الأعلام الفلسطينية وهي ترفرف خارج سفارتهم على مدار الساعة.

وتقع سفارة الاحتلال الصهيوني مقابل السفارة الصينية، في إحدى أرقى مناطق العاصمة في شمالها الغربي، وتجاورها في نفس الشارع عدة سفارات منها سفارات دول عربية مثل الأردن والبحرين ومصر والمغرب والإمارات.

وتتمتع “إسرائيل” بكامل سيادتها، مثلها مثل بقية دول العالم، على كامل مبنى سفارتها، إلا إنها لا تملك أي حق أو سلطة على ما يجري خارج محيطها، وهو وضع استغله نشطاء معارضون للعدوان الصهيوني على غزة، وبادروا بالاعتصام خارج السفارة احتجاجا على استمرار العدوان وتعاطفا مع آرون بوشتل، الذي أشعل النار في نفسه، احتجاجا على استمرار العدوان الصهيوني، وتواطؤ بلاده في الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة.

اعتصام أمام كيبوتز السفارة

وبدأت فكرة الاعتصام عندما تجمع المئات لتأبين آرون بوشتل بحمل الشموع ووضع ورود وزهور، فيما اعتبروه نصبا تذكاريا رمزيا في المكان الذي شهد وفاته، إلا إنه وفي اليوم التالي اكتشف بعض النشطاء قيام أمن السفارة الصهيونية بإزالة ذلك النصب التذكاري الرمزي والبسيط.

وقالت كيغام آروا، وهي إحدى هؤلاء النشطاء، “قررنا إعادة وضع الزهور والورود كنصب تذكاري من جديد لآرون بوشتل، على أن نحميه بتواجدنا المباشر طول ساعات اليوم، وفي الليل، تم الاستعانة بشركة خدمات أمنية متخصصة لتحمي النصب التذكاري وخيم المعتصمين وأعلامهم، وأطلقنا على هذا المكان اسم كيبوتس السفارة، وهناك زملاء آخرون يعتصمون عند كيبوتس بلينكن (أمام منزل وزير الخارجية أنتوني بلينكن)”.

وأضافت كيغام أن “الهدف من وجودنا هو إحياء ذكرى آرون وتقدير ما يشعر به من ظلم وعجز في مواجهة العدوان الصهيوني على الأبرياء بقطاع غزة، وجودنا هنا وأمام السفارة الصهيونية يبعث برسالة قوية ومباشرة للكيان الصهيوني ومن أمام أكبر سفارة لها في الخارج، تعكس حجم غضب الرأي العام العالمي على الجرائم التي ترتكبها في غزة، كما أن تواجدنا هنا يشير ويبعث برسالة لإدارة الرئيس جو بايدن وتذكير برسالة آرون بوشتل”.

أعلام فلسطينية بأرض عامة

وقد استغل النشطاء المعارضون للعدوان الصهيوني على قطاع غزة قوانين العاصمة الأميركية المحلية فيما يمكن القيام به من “دعم للجانب الفلسطيني، وفضح للجرائم الإسرائيلية” في وسط العاصمة الأهم لإسرائيل في العالم، خاصة مع استمرار إدارة بايدن في دعم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دون أي قيود أو شروط.

وبمقتضى قانون العاصمة، يمكن المكث في أي من الأراضي العامة التي تمتلكها العاصمة، بما لا يعيق حركة المرور أو حركة المشاة. ويحمي التعديل الأول حقك في التعبير عن آرائك سواء في صورة رفع يافطات أو حمل أعلام أو ترديد شعارات.

ويحق للمواطنين في واشنطن التظاهر والاعتصام فوق الأراضي التابعة للحكومة المحلية دون الحاجة للحصول على تصريح، إلا إن الحصول على تصريح يضمن للمعنيين حجز مكان محدد، ويقلل من أي مواجهات أو مضايقات محتملة من الشركة أو الجهات المستهدفة من التظاهر أو الاعتصام.

ويعد الرصيف خارج سفارة الكيان الصهيوني أرضا عامة، وهو ما استغله المتظاهرون والنشطاء المؤيدون للحق الفلسطيني، وأدى ذلك في النهاية لتلاصق الأعلام الفلسطينية مع الأعلام الإسرائيلية التابعة للسفارة.

وتعد سفارة الكيان الصهيوني، لدى الولايات المتحدة في واشنطن أكبر سفارة للكيان الصهيوني في العالم، وتلعب دورا مهما في عرض مواقف الكيان الصهيوني، والترويج لها في الدوائر الأميركية المختلفة، وتعمل كحلقة وصل لتعزيز العلاقات بين الجالية اليهودية ومنظمات اللوبي والجماعات الإنجيلية من أجل تعظيم الاستفادة من علاقتها بالولايات المتحدة.

وتضم السفارة عدة مكاتب وإدارات منها مكتب السفير ونائبه، والإدارة السياسية، وشؤون الكونغرس، والدبلوماسية العامة، والصحافة، والبعثة الاقتصادية، والبعثة التجارية، وملحق الدفاع والجيش الصهيوني، وملحق الشرطة والأمن.

لن نغادر حتى يتوقف العدوان

وقال أحد الأشخاص الذي جاء بصحبة عائلته لإظهار الدعم للمعتصمين خارج السفارة، إنه جاء “لتحية المعتصمين، وتوجيه رسالة إلى الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني في آن واحد، برفضه العدوان على غزة”. وأشار المتحدث، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أنه من دافعي الضرائب، ولا يريد أن تمول وتسلح حكومة بلاده هذا العدوان”.

ناشطة فلسطينية سورية جاءت من مدينة نيويورك -حيث تعمل هناك مهندسة- للمشاركة في الاعتصام والتظاهر ضد العدوان الإسرائيلي، والدور الأميركي الداعم له قالت إن عملها يسمح لها بالعمل من أي مكان، ولا يتعلق عملها الهندسي من بعيد أو قريب بالقضايا العامة، لذا من حسن حظي أنني أستطيع القدوم والمكوث هنا لساعات طويلة دون أن يتأثر عملي.

وأضافت الناشطة -وهي تشير إلى الميكروفونات الموضوعة لإزعاج العاملين بالسفارة- “هذه أصوات ضوضاء، سيارات الشرطة وأصوات سيارات الإسعاف، ونهدف منها لفت الأنظار وإزعاج الدبلوماسيين والعاملين الإسرائيليين بالسفارة”.

من جانبها، قالت مواطنة أميركية وهي تمر بصحبة كلبها لتقديم الدعم للمعتصمين “أنا لا أفهم موقف بايدن، لقد منحته صوتي عام 2020، وكنت على استعداد للتصويت له مجددا، لكن ما حدث بغزة جعلني أراجع نفسي. لن أشارك في انتخابات 2024”.