أکد سفير إيران لدی العراق محمد کاظم آل صادق علی أن العلاقات التي تجمع بین طهران وبغداد إستراتیجیة وعميقة وواسعة قائلا اننا أکدنا لمسؤولي بغداد وإقلیم کردستان العراق ان إيران لا تجامل أحدا بشأن أمنها القومي.
وتطرق السفير آل صادق في حدیثه الخاص لوکالة إیسنا إلی آخر الوضع حول الإتفاقیة الأمنية بین إيران والعراق والعلاقات الثنائية بینهما وزیارة الأربعينية الحسینیة فضلا عن أوضاع غزة وإنسحاب العسکریین الأمریکیین من العراق.
ثلاث نقاط مهمة في الإتفاقية الأمنية بين طهران وبغداد
وبشأن الإتفاقیة الأمنية بین إيران والعراق، ذكر الدبلوماسي الإيراني في العراق أن هذه الإتفاقية تحتوي عدة بنود، قائلا: هناك ثلاثة بنود مهمة في هذه الاتفاقية، تتضمن مراقبة الحدود من قبل الحكومة المركزية، ونزع سلاح المعارضة وتبادل المجرمين، وتم التأكيد فیها علی نقل هذه القوات المعارضة من الحدود إلى أعماق الأراضي العراقية.
وبين آل صادق أن ملف النقل تم بشكل جيد وتم تصميم معسكرات بهذا الخصوص، موضحا أن هناك ثلاثة مخيمات في أربيل ومعسكر واحد في السليمانية لهذا الشأن. وفي منطقة السليمانية حيث تتجمع هذه القوات، تقوم قوات الإتحاد الوطني لإقليم كردستان ببناء جدار لمحاصرة هذه القوات.
وحول نزع سلاح هذه العناصر، أوضح آل صادق أيضا أن نزع السلاح يعني أنه تم أخذ الأسلحة شبه الثقيلة منهم، لكن القول بانه تم أخذ الأسلحة الخفيفة منهم يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن معظم الشعب العراقي لديهم كلاشينكوف وأسلحة نارية في منزلهم، لكن لا يُسمح لهذه القوات بامتلاك هذه الأسلحة، ومع الإجراءات المصممة في إقليم كردستان، لا ينبغي أن يكون لها تواجد مسلح في الإقلیم.
إيران ترد بحزم على التهديدات
ولدی إجابته على السؤال عن مستوی العلاقات الدبلوماسیة بین إيران والعراق حالیا بعد أن شهد البلدان تصعیدا دبلوماسیا عقب هجوم إيران علی الجماعات الإرهابية في إقليم كردستان 15 كانون الثاني/يناير 2024، مما أدی إلی إستدعاء بغداد سفيرها في طهران، قال السفير الإيراني: علاقاتنا مع العراق إستراتيجية وعميقة وواسعة في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والأمنية، وقد حذرنا المسؤولین العراقیین مرارا وتكرارا من أن أمننا القومي هو خطنا الأحمر. وللأسف، في إقليم كردستان العراق، وبسبب وجود القوى الإقليمية هناك، نشهد أحيانا مخططات عدائية ضد إيران؛ كما أننا لا نجامل أحدا بشأن أمننا القومي.
وصرح أننا قلنا للمسؤولین العراقیین: عندما تتعرض إيران للتهدید من أي جهة فإننا سنرد بحزم وفعلنا ذلك، وأوضح: بعد هذه الحادثة، تم تبادل زيارات ووفود بين مسؤولي البلدين، وجرت المفاوضات في أجواء ودية وأخوية بين البلدين، وتمت تسویة التوتر بینهما وعقب زيارة أجراها أمین المجلس الأعلی للأمن القومي علي أکبر أحمديان إلى العراق وعقد لقاءات، عاد السفير العراقي إلى طهران وعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى سابق عهدها.
وحول حجم العلاقات الاقتصادية بين إيران والعراق في الوقت الراهن ومدى تواجدها في السوق العراقية لا سيما مع وجود منافسين مثل تركيا والهند والصين، قال : نحن الشريك الأساسي للعراق في المجال الاقتصادي، إذ تشكل الأموال العراقية حوالي 22 إلى 25 بالمائة من عائداتنا غير النفطية.
وذكر الدبلوماسي الكبير لإيران أن حجم التبادل التجاري بين إيران والعراق يبلغ حاليا حوالي 12 مليار دولار، مؤكدا أن هذا رقم جيد نسبيا: يتعلق ربع هذا المبلغ بتبادلات تصدير الكهرباء والغاز، والباقي بصفقات تجارية أخرى.
ديون العراق لايران
وفيما يتعلق بحجم ديون العراق لإيران والتصريحات الأخيرة لوزير الطاقة العراقي بأنه “ليس لدينا حاليا أي ديون لإيران في هذا المجال”، قال: ما قالته السلطات العراقية صحيح.
وأكمل أن عقودنا بالدولار، لكنهم لا يستطيعون أن يعطونا إياها بسبب العقوبات، وفي هذا الإطار، قمنا بإنشاء حساب بالدينار في بنك TBI ويقومون بإيداع الأموال بالدينار تعادل عقد العملة الأجنبية من الكهرباء والغاز الذي نصدره إلى هذا البلد إلى حسابنا في بنك TBI. يقوم المشرفون بالدفع وتسوية الفواتير، لكن تبقى لدينا مشكلة سحب الأموال وإعادتها إلى البلاد.
وذكر السفير الإيراني أن بلاده تمكنت بشكل جيد من استيفاء أموالها خلال حكومة السوداني، موضحا: من خلال هذه الأموال، قمنا بسداد بعض ديوننا لعدد من الدول، كما قمنا بشراء المواد الغذائية والسلع غير الخاضعة للعقوبات. ولدفع تكاليف الحج أخذنا أموالاً من هذه المستحقات، أو تم سداد دين البنك الإسلامي للتنمية من خلال هذه الأموال، كما تم سداد جزء من ديوننا لتركمانستان إزاء صادرات الغاز.
صادرات الغاز التركماني إلى العراق عبر إيران
ووفقا آل صادق، فإن الحكومة العراقية تسعى إلى نقل غاز تركمانستان إلى بلادها عبر إيران، لكن هل حصلت تشاورات مع طهران في هذا الصدد، يقول: المفاوضات في هذا المجال مستمرة وقد تم إحراز تقدم جيد حتى تتمكن الدول الثلاث من التعاون مع بعضها البعض في هذه الساحة، ونتيجة لذلك سيتم حل بعض مشاكل العراق في مجال الغاز. ويأتي جزء كبير من الغاز الذي يستورده العراق من إيران. ويحتاج العراق إلى المزيد من الغاز في الصيف، لكن بما أن استهلاك إيران يرتفع في الشتاء، فهي تنفذ جزء كبير من صادراتها من الغاز إلى العراق خلال الصيف.
أمريكا تلعب بالكلمات
وأوضح آل صادق آخر التطورات فيما يتعلق بمسألة طرد الجنود الأمريكيين من العراق: لقد وضعت حكومة السوداني الأساس لإنهاء مسألة انسحاب القوات الأمريكية من العراق خلال فترة رئاسته للحكومة وإنهاء هذا الوجود. وفي هذا السياق، جرت جولتان من المفاوضات بين بغداد وواشنطن في الفترة الأخيرة، لكن وجهة نظري تقول أن هذه المفاوضات كانت خالية من الخطاب الموحد بين الجانبين، وقد أخبرت أصدقائي العراقيين أيضاً أنه لا توجد وحدة خطاب حول هذه القضية من الجانبين.
وأشار إلى أن العراقيين يشددون على تحديد الجدول الزمني للانسحاب والأمريكيون يؤكدون على تغيير مهمة قواتهم العسكرية، وقال: قام الأمريكيون في مرحلة ما، بتغيير مهمة القوات العسكرية في العراق إلى مهمة استشارية، والآن يريدون تغيير المهمة الاستشارية إلى تعاون ثنائي. والحقيقة أن الأميركيين يتلاعبون بالكلمات، وعلى العراقيين أن يتابعوا هذه المفاوضات بذكاء أكبر حتى يتم الانتهاء من مسألة الانسحاب في أسرع وقت ممكن.
ورأى السفير الإيراني في العراق أن السوداني جاد في هذا الأمر وأن قوى المقاومة في العراق تتعاون أيضاً مع الحكومة وحددت موعداً لذلك بحيث يقع في أسرع وقت ممكن.