• الجمعة: 5/12/2025

فراقٌ مع الحكومة التي تساوم على دماء الشهداء

فراقٌ مع الحكومة التي تساوم على دماء الشهداء
الدكتور: محسن حنون العكيلي
دعمنا الحكومة العراقية لأنها حكومة الدولة، ولأن واجبنا كان ولا يزال حماية استقرار العراق وتعزيز عمل مؤسساته. وقفنا معها في الظروف الصعبة، وساندناها إعلامياً وسياسياً خدمةً للمصلحة الوطنية. لكن هذا الدعم لم يكن دعماً لأشخاص، ولا تفويضاً بالتنازل عن ثوابت المقاومة التي صانها الشهداء.
ونرى “إنّ الحكومة قد ارتكبت خطأين لا يمكن أن يُغفَر لهما”
اولاً:- دماء الشهداء… خط أحمر
دماء الشهداء أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني، ومعهما رموز المقاومة وفي مقدمتهم السيد حسن نصرالله، وكلّ شهداء المقاومة في العراق وفي دول محور المقاومة الأخرى ليست مجالاً للمجاملة أو التبرير أو التغافل.
فجريمة المطار التي ارتكبها المجرم ترامب ليست حادثاً عابراً، بل جريمة حرب موثّقة، واستهداف مباشر للسيادة العراقية ولرموزها المدافعين عنها. لذلك، فإن أي خطوة من الحكومة تُفهم على أنها تأييدٌ أو تلميعٌ لترامب—بما في ذلك الحديث عن “جائزة سلام”—هي تجاوز لا يمكن قبوله، وإساءة لدماء صنعت أمن العراق واستقراره.
ثانياً: تصنيف حزب الله والحوثيين… خطأ مضاعف.
نشر الحكومة في جريدة الوقائع العراقية قراراً يتضمن تصنيف حزب الله وأنصار الله “منظمات إرهابية” هو خطيئة سياسية وأخلاقية. حتى لو قيل إنه “تصنيف دولي”، فإن قبوله ونشره في الوثيقة الرسمية للدولة العراقية يُعدّ تبنياً له وتثبيتاً قانونياً لا ينسجم مع تاريخ العراق وهويته وعلاقته بمحور المقاومة.
نعم دعمنا كان للدولة… لا للمساومات، وقفنا مع الحكومة لأنها تمثل الدولة العراقية وليس لأنها تمثل أشخاصاً.
لكن حين يصل الأمر إلى:
•تبييض صفحة قاتل الشهداء،
•أو تثبيت تصنيفات تمسّ حلفاء المقاومة،
•أو تجاوز الثوابت العقائدية والوطنية،
فإننا نعلن بوضوح: هذا فراق بيننا وبين هذه الحكومة.
ومن يتجاوز على هذه الدماء أو يساوم عليها، فنحن منه براء، مهما كانت صفته وقربه.