• السبت: 4/05/2024

حماس تقطع الشك باليقين.. ملف أسرى جنود الاحتلال ليس للنقاش حاليا

في الوقت الذي يصر فيه الاعلام العبري على ضررة اطلاق حركة حماس الأسرى الصهاينة التي لديها أو جثامينهم، فان حماس طالما رفضت الربط بينهم وبين المفاوضات الجارية حول وقف اطلاق النار واعمار غزة.

وفي المقابلة التي أجرتها العربي الجديد معه، قطع القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري الشك باليقين وبدد الشكوك حول موافقة حماس على ادخال موضوع الأسرى ضمن المفاوضات الجارية.

وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها مراسل العربي الجديد في تونس مع أبو زهري خلال زيارتها لها..

*ماهي ظروف وأهداف هذه الزيارة لتونس؟ وهل ستشمل عواصم عربية أخرى؟

هذه الزيارة لتونس تأتي للتواصل مع الشعب التونسي الشقيق، ومكوناته السياسية، وأيضاً في ظل الحرب التي تعرضت لها غزة بعد انتصارها للقدس، ورغبتنا في إطلاع رؤساء الأحزاب والمسؤولين التونسيين على ما جرى ونتائج العدوان الإسرائيلي على غزة، ودعوة الإخوة التونسيين لمواصلة احتضان ودعم الموقف والشعب الفلسطيني، وتأتي الزيارة أيضاً لترتيب زيارة لرئيس حركة حماس إسماعيل هنية لتونس قريباً ضمن جولة في الإقليم.

*هل ستشمل زيارتكم أو زيارة رئيس الحركة عواصم عربية أخرى؟

زيارة رئيس الحركة ستشمل عدداً من الدول العربية والإسلامية وجار الترتيب لها.

*حاليا هناك مفاوضات متعددة لتثبيت وقف إطلاق النار، ما هي بنودها وشروطها؟

المفاوضات التي تجري معنا ومع الإخوة في القاهرة تتعلق بالوضع في غزة وشروط الحركة، ونحن نؤكد على ضرورة التزام الاحتلال بوقف العدوان في القدس والمسجد الأقصى، ونؤكد على ضرورة رفع الحصار عن غزة.

*الجانب الإسرائيلي يتحدث عن إعادة إعمار غزة تحت غطاء أو بإشراف دولي، هل تقبلون بهذا؟

أي صيغة مهما كانت ستمكن من إعادة الإعمار في غزة نحن ليس لدينا مشكلة معها، المهم ألا تكون هذه الآليات مدخلا للابتزاز وفرض قيود وإدخال غزة في مزيد من الوقت الضائع فيما يتعلق بإعادة الإعمار، ونحن نتابع ما يجري ومنفتحون على أي آليات تمكن من العودة السلسة للإعمار وسنقدم أي تسهيلات لازمة، وفي الوقت نفسه لدينا البدائل التي تمكننا من تجاوز أي آليات أميركية يمكن أن تُفرض لتعطيل الإعمار.

*هل يتم إطلاعكم على ما يدور بلقاءات التهدئة التي ترعاها مصر؟

لسنا مطلعين حتى الآن على تفاصيل بعض اللقاءات التي جرت مع المسؤولين المصريين، لكن موقفنا واضح فيما يتعلق بالجنود الإسرائيليين، وهو أن هذه القضية لا علاقة لها بموضوع الحرب ونرفض أن تكون جزءا من التفاهمات، وهي قضية منفصلة ولها ثمنها، وأول الأثمان الإفراج عن جميع الأسرى الذين تمت إعادة اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة وفاء الأحرار السابقة، فهذه النقطة هي أساس أي نقاش.

*هل هناك حد أدنى من التنسيق الفلسطيني فيما يتعلق بالمفاوضات، وتحديداً بين السلطة والمقاومة وبقية الفصائل؟

بغض النظر عن ماذا يسميه الاحتلال، نحن ليس لدينا أي شيء نسميه مفاوضات، هناك اتصالات تجري بيننا وبين الإخوة في مصر لضمان التزام الاحتلال بما اتفق عليه بشأن وقف إطلاق النار، وهناك استفزازات إسرائيلية متواصلة.

*هل تعتقدون أن هذا التثبيت سينجح أم أن هناك إمكانية لعودة التصعيد من جديد؟

وقف إطلاق النار لا يشمل المواجهة الشعبية بيننا وبين الاحتلال، والاحتلال مستمر في العدوان ولا يتوقف، ولذلك شعبنا مستمر في مواجهته بكل الأشكال، نحن لم نعط التزاماً يمكن أن يمنع شعبنا من المواجهة، نحن فقط أوقفنا إطلاق النار وهذا الالتزام سنعود إليه في صورة وجود عدوان إسرائيلي يمس من مقدساتنا وشعبنا.

*ولكن هذا التثبيت هش ومهدد بأنه قد يسقط مجدداً؟

نحن نراقب السلوك الإسرائيلي وموقفنا مرتبط بطبيعة هذا السلوك، الكرة في الملعب الإسرائيلي ونحن جاهزون لكل الخيارات.

*الآن وبعد أن هدأت المواجهات، وهناك شيء من المسافة مع الأحداث، كيف تقيمون نتائج هذه المعركة؟

نتائج هذه المعركة تمثل انتصاراً كبيراً للمقاومة ولشعبنا وأمتنا، أولاً هذه المعركة أفشلت محاولة تهويد المسجد الأقصى وتحويله إلى كنيس يهودي كما يريد الاحتلال، وهشمت صورة الجيش الذي لا يقهر ومرغت أنفه في التراب بعد أن فرضت عليه حظراً جوياً وأغلقت مطاراته وأرسلت مواطنيه للملاجئ وضربت منصات الغاز والوقود لدى الاحتلال. هذه المقاومة استخدمت قوة كبيرة لم يستطع الاحتلال مواجهتها رغم استعماله عديد الطائرات، ومن نتائج هذه المعركة كسر صورة الضحية التي صنعها الاحتلال لنفسه وسوّقها خاصة في العالم الغربي، ففي هذه الحرب بالذات نجحنا في إيصال صوت الفلسطينيين، صوت الألم والمعاناة والجريمة التي يقترفها الاحتلال، وبالتالي كانت هناك ردود فعل عالمية، ومن نتائجها أيضا ارتفاع منسوب الكرامة والأمل في نفوس الأمة وإدراكها إمكانية حسم الصراع وتحرير القدس بعد أن رأت هذه الصواريخ التي تطلق من غزة الصغيرة حجماً والمحاصرة والتي أصبحت هي التي تحاصر أعداءها.

*غزة المحاصرة منذ 15 سنة، كيف طورت هذه التكنولوجيا التي صمدت في وجه التكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة؟

هذه الحرب عكست الاستعداد المستمر للمقاومة والذي لم يتوقف لحظة، أيضاً عكست أن هناك خبرات قتالية وتطورا هندسيا لدى المقاومة الفلسطينية، ومعظم ما استخدم من سلاح صنع في غزة بأياد فلسطينية، هذه الصواريخ بهذا المدى العميق وهذه القدرة التفجيرية العالية صنعتها المقاومة الفلسطينية، ونتجه في التقدم بها وامتلاك الخبرات المحلية رغم محاولات الحصار التي عملت على منع وصول السلاح، اليوم نجحنا في تصنيع السلاح وهذا جزء يسير مما تملكه المقاومة، ونعتقد أن في أي حرب قادمة سيكون الاحتلال أمام إمكانات مضاعفة.

*ماهي الرسالة التي توجهونها للدول التي سارعت بالتطبيع بدعوى أنها تحاول أن تخدم القضية الفلسطينية؟

التطبيع لم يعد له قيمة وأثبت أنه حبر على ورق، هذه المعركة بالذات مزقت كل اتفاقات التطبيع وجعلتها جزءا من الماضي، ونتنياهو الذي تباهى به بعض زعماء المنطقة مرغت المقاومة أنفه في التراب، وعلى الدول أن تدرك أن الشعب الفلسطيني هو الصديق وأن العدو هو الاحتلال والمقاومة تعتبر أن أي تطبيع هو طعنة في ظهر الفلسطينيين وشعوب الأمة لن تسمح بذلك.

*ماهي الرسالة التي توجهونها لعائلة الشهيد محمد الزواري؟

نحن نقول للشعب التونسي عموما وعائلة الزواري خصوصا أن تونس شاركت في القتال في غزة من خلال طائرة الزواري التي أرعبت الاحتلال واستُخدمت في المعركة وهي قابلة للتطوير أكثر فأكثر، نعتز بدور ابننا في تونس ودور التونسيين الذين عبروا عن احتضانهم ودعمهم ومشاركتهم للشعب الفلسطيني، وكانت آخر تجلياتها دور الزواري وسيكون لنا لقاء مع عائلة الزواري في مدينة صفاقس لتكريمها، وكان لنا لقاء مع أرملته.