نفى البنتاغون تحركات امريكية عسكرية مشبوهة تستهدف تغيير الوضع القائم على الحدود السورية العراقية بعد تجهيز مليشيات مسلحة ومحاولة ربط مناطق التنف حيث القاعدة الامريكية على المثلث الاردني السوري العراقي بمناطق القوات الامريكية بشرق الفرات.
ويرى الباحث السياسي حسن حردان، ان نفي البنتاغون الامريكي حصول تحركات امريكية عسكرية مشبوهة على الحدود السورية العراقية، ليس صحيحاً. ويقول ان احتلال القوات الامريكية لشرق الفرات وتواجدها على الحدود السورية العراقية بشكل اساسي، الهدف منه منع التواصل بين اطراف محور المقاومة، وايضاً يخدم التواجد الامريكي كيان الاحتلال، باعتبار ان اساس تواجد قوات الاحتلال الامريكية هو ابقاء محور المقاومة في حالة انشغال وابعاده عن مواجهة مباشرة مع الاحتلال الاسرائيلي.
ويوضح، ان سبب تراجع الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب عن انسحابه من سوريا يعود نتيجة للضغط اللوبي الاسرائيلي، لانه ادرك يومها ان خطورة الانسحاب الامريكي سيؤدي الى تغيير المعادلة في المنطقة، ما يجعل محور المقاومة يتنفس اكثر في وقت يضيق الخناق على كيان الاحتلال اكثر فأكثر، مشيراً الى ان الولايات المتحدة الامريكية بدأت تدرك تماماً في ظل المأزق الاسرائيلي المتنامي على خلفية اشتداد المقاومة في فلسطين المحتلة، وتنامي قوة المقاومة في لبنان وتهديدها لأمن الكيان الاسرائيلي، بدأت تدرك ان التواصل الحاصل بين اطراف محور المقاومة عبر الحدود العراقية السورية بات يشكل خطراً ويجب اغلاقه، ولذلك، عززت امريكا من حشوداتها العسكرية الجديدة في المنطقة لاسيما في شرق الفرات واعادة احياء تنظيم داعش الوهابي.
من جانبه، يؤكد الدبلوماسي الايراني السابق هادي افقهي، ان تنظيم داعش الوهابي اسسه الامريكان باعترافات هيلاري كلينتون، وكذلك عندما وجه ترامب اتهاما لاوباما بتأسيس داعش. ويقول: ان الحزب الديمقراطي الامريكي عندما عاد الى البيت الابيض برئاسة جو بايدن، شهدنا نشاطاً ملحوظاً لاعادة انتاج داعش من جديد، ولكن ليس على غرار ما بدأه داعش تحت عنوان “تأسيس الدولة الاسلامية في العراق والشام”، وانما عبارة عن ذئاب مجتمعة تقوم بعمليات هنا وهناك لاشغال القوات العراقية والسورية، وكذلك محور المقاومة.
ويعتبر ذريعة التواجد الامريكي لمحاربة داعش، بانها كذبة كبيرة، مبيناً ان هناك عشرات الافلام الموثقة تظهر انه عندما كانت قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي يحاصر عصابات داعش، كانت امريكا ترسل الى هذه العصابات طائرات تزودها بالسلاح والدواء والغذاء، وكذلك نقل قادة داعش بين الاراضي السورية والعراقية من اجل تغيير تموضعهم استعداداً للقيام بعمليات ارهابية.
ويوضح، ان الموضوع الاهم هو ليس قضية احياء داعش، وانما هناك تخوف امريكي نتيجة طلب قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة العمل على اخراج القوات الامريكية من شرق الفرات، ويؤكد ان امريكا تحسب لهذا الحساب ولذا قامت بربط قاعدة التنف مع المثلث السوري العراقي الاردني، واصفاً التحرك الامريكي بالخبيث وعملية استباقية تتابعها امريكا ضد المقاومة في العراق وفي سوريا وغرفة العمليات المشتركة بين روسيا وايران ومحور المقاومة.