كشف تقرير لصحيفة ” فايننشال تايمز” البريطانية ،عن أن الأمم المتحدة اتهمت الإمارات بتسليح قوات حميدتي في السودان.
وذكر التقرير أن “الإمارات العربية المتحدة نفت تسليح قوات حميدتي، بعد أن وجدت وثيقة مسربة للأمم المتحدة أدلة (موثوقة) على أنها كانت ترسل أسلحة لها.
وأضاف التقرير، الذي أعده خبراء لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واطلعت عليه صحيفة فايننشال تايمز ولكن لم يتم نشره بعد، إن “عدة شحنات من الأسلحة والذخائر يتم تفريغها كل أسبوع من طائرات الشحن في مطار في تشاد، ويتم تسليمها إلى قوات حميدتي على الحدود السودانية”.
وتابع، أن “الإمارات نفت بشدة تسليح أي قوات في السودان، وأخبرت لجنة الأمم المتحدة أن هذه الرحلات الجوية حملت مساعدات إنسانية، بما في ذلك لمستشفى أنشأته”، لافتا الى أن “مسؤول إماراتي قال لصحيفة (فاينانشيال تايمز) إن الدولة الخليجية لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع الحالي، وأن بلاده دعت باستمرار إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار المستدام وبدء حوار دبلوماسي في السودان”.
وأشار الى أنه “وعلى الرغم من نفي الإمارات، يعتقد بعض المحللين أن دعمها المزعوم كان حاسماً في تعزيز قوات حميدتي”.
ونقلت الصحيفة عن حامد خلف الله، الخبير في شؤون السودان وباحث الدكتوراه في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة أنه قال: “إذا سحبت الإمارات دعمها وقطعت علاقاتها مع قوات حميدتي اليوم، فهناك احتمال بنسبة 80٪ بأن الحرب قد تنتهي غداً”.
وأوضحت، أن ” قوات حميدتي، تقاتل بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، قوات البرهان للسيطرة على البلاد منذ نيسان “، مبينة أن “القتال ادى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وأجبر حوالي 7.6 مليون على الفرار، وترك ما يقرب من 25 مليونًا – أكثر من نصف سكان البلاد – بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفقًا لوكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة”.
ولفتت الى أن “قوات حميدتي تسيطر الآن على معظم منطقة دارفور بغرب السودان، وقاعدة قوتها التاريخية، وأجزاء من العاصمة الخرطوم وسيطرت على ثاني أكبر مدينة في البلاد، ود مدني، التي كانت مركزًا لجهود الإغاثة الإنسانية الشهر الماضي”،
وبحسب تقرير الأمم المتحدة أن “قوات حميدتي وحلفائها، منذ اندلاع الصراع، ارتكبت فظائع في دارفور ترقى إلى مستوى جرائم حرب ويمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.”.
وأضافت أن “قوات البرهان ارتكبت أيضًا جرائم حرب، على سبيل المثال باستخدام القصف الجوي والقصف العنيف في المناطق الحضرية”.
وزاد التقرير أن “قوات حميدتي استغلت الموارد الطبيعية للبلاد لتمويل الحرب، بحسب تقرير الأمم المتحدة وقالت إنها استثمرت عائدات تجارة الذهب في السودان – والتي كانت تسيطر على معظمها قبل الحرب – في العديد من الصناعات، مما مكنها من الحصول على الأسلحة، ودفع الرواتب، وتمويل الحملات الإعلامية، وممارسة الضغط، وشراء الدعم لمنظمات سياسية وأخرى جماعات المسلحة”.
وبينت، أنه “تعرضت ستة من الكيانات التي يُزعم أن قوات حميدتي وقوات البرهان استخدمتها لمواصلة جهودها الحربية لعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع”.
وامتلكت اثنتان من الشركات المرتبطة بقوات حميدتي عناوين في الإمارات، وزعم الاتحاد الأوروبي أن إحداهما – شركة الجنيد للأنشطة المتعددة المحدودة – كانت بمثابة قناة للأسلحة من الإمارات.
وجاء في لائحة الاتحاد الأوروبي أن “قوات حميدتي تستخدم أيضًا إنتاج وصادرات الجنيد من الذهب لتأمين الدعم العسكري من الإمارات، التي يتم تهريب معظم إنتاج السودان من الذهب إليها” ولم تتمكن “فاينانشيال تايمز” من الاتصال بالجنيد للتعليق.
وأردفت، أن “الصراع اجتذب العديد من الدول الأخرى التي تتنافس على النفوذ في السودان ذو الموقع الاستراتيجي، والذي يقع على حدود البحر الأحمر ويمتد عبر الشرق الأوسط وأفريقيا”.
وأشارت الصحيفة الى أنه “وبصرف النظر عن الإمارات، التي وسعت نفوذها على مدى العقد الماضي في منطقة القرن الأفريقي وهي حليفة لإثيوبيا، دعمت مصر الجيش السوداني، وإن كان بشكل محدود، كما يقول المحللون، في حين تحتفظ السعودية بعلاقات مع كلا الطرفين المتحاربين واستضافت محادثات السلام في جدة”.
وبينت، أن “محادثات السلام المختلفة التي شاركت فيها الولايات ا المتحدة فشلت أيضًا في الحد من العنف، حيث قال المحللون إنها تفتقر إلى التنسيق واستراتيجية واضحة بالإضافة إلى دعم العديد من اللاعبين المهمين”.
ونبهت الى انه “ومع عدم وجود أي علامة على تراجع القتال، هناك مخاوف من أن تستمر الحرب في السودان وهناك خطر تشكيل مجموعات جديدة وانقسامها إلى قتال محلي، مما قد يزيد من معاناة المدنيين ويجعل محادثات السلام أكثر صعوبة”.