من المقرر ان يستقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد على خامنئي، يوم غد الأحد، بمناسبة عيد المولد النبوي الشریف واسبوع الوحدة، عددا من المسؤولين الإيرانيين، والضيوف المشاركين في المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الإسلامية الذي اقيم في طهران بمشاركة واسعة من الشخصيات السياسية والاسلامية والباحثين والمثقفين، من داخل ايران وخارجها.
العالم – قضية اليوم
المعروف ان اسبوع الوحدة هو أطروحة نادى بها الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، بعد ان رأى اختلاف المسلمين في تاريخ مولد النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا التاريخ لدى المسلمين السنة، هو 12 من شهر ربيع الأول، بينما هو لدى الشيعة 17 من شهر ربيع الأول، لذلك رأى قدس سره، ان تبدأ وحدة المسلمين من اختلافهم هذا، ويكون اختلافهم في تحديد تاريخ المولد النبوي الشريف مبعثا لائتلاف المسلمين ووحدتهم، ومنذ ذلك التاريخ ومع بداية اسبوع الوحدة، يُعقد في طهران مؤتمر الوحدة الاسلامية بمشاركة مختلف الطوائف الاسلامية.
كما وفي كل عام احتضنت طهران هذا العام ايضا مؤتمر اسبوع الوحدة، بنسخته الخامسة والثلاثين من ۱۹ الی ۲۴ أكتوبر/ تشرين الاول الحالي ، برعاية رئيس الجمهورية الاسلامية السيد ابراهيم رئيسي، بمشاركة 514 شخصية من 39 دولة، من ضمنهم 390 من العلماء والشخصيات العلمية والثقافية بصورة غير حضورية فيما شارك 230 بصورة حضورية.
وبحث المؤتمر هذا العام، قضايا الحرب والسلام العادل والاخوة الاسلامية ومكافحة الارهاب والحرية الفكرية الدينية والقبول بالاجتهاد المذهبي والتعاضد والتعاطف الاسلامي وتجنب التوترات والنزاعات والاحترام المتبادل بين المذاهب الاسلامية ورعاية ادب الخلاف والامتناع عن التشاحن وتبيين خصائص الامة الواحدة واتحاد الدول الاسلامية وفلسطين والمقاومة الاسلامية وكذلك احياء ذكرى الراحل الفقيد آية الله تسخيري.
القضية المهمة التي ركز عليها مؤتمر هذا العام هي ان المواجهة النظرية للتصدي للاعداء غيركافية، حيث دعا المؤتمر الأمة الاسلامية الى الاتحاد و الانضمام الى محور المقاومة الذي يواجه المشروع الصهيوني في المنطقة، فإلى جانب القدس، باعتبارها القضية الاولى في العالم الاسلامي، صوب المؤتمر بوصلته نحو المشاريع الصهيواميركية، التي تتخطى حدود فلسطين الى اثارة الفتن في دول المنطقة، واستغلال الاوضاع الاقتصادية الصعبة فيها.
الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، اشار الى هذه النقطة بالذات، في كلمته التي القاها في المؤتمر، عندما قال: “نسعى إلى إرساء السلام في بلداننا لكن العدو مُصر على إثارة الفتن والقلاقل، والتفرقة بين الشعوب الاسلامية، ومازال الأعداء يواصلون سياساتهم التآمرية في بلدان العالم الإسلامي وهذا ما نشهده في سوريا والعراق وغيرهما، كما يجب أن تكون القضية الفلسطينية على رأس القضايا الإسلامية ويجب أن تحظى باهتمام جميع أبناء الأمة”.
من الواضح، ان الكيان الاسرائيلي بدأ وبالتنسيق مع امريكا، بتصدير الفوضى والفتن الى الدول العربية والاسلامية، كما نشهد اليوم في العرق وسوريا وباقي الدول الاسلامية، مستغلا العصابات التكفيرية كـ”داعش” واخواتها، التي خرجت من مطابخ السي اي ايه والموساد، بهدف دفع المسلمين للاقتتال فيما بينهم، واستنزاف قواهم وثرواتهم ونشر الخراب في بلدانهم، ليبقى الكيان الاسرائيلي، بعيدا عن اي تهديد يمكن ان يستهدف وجوده غير الشرعي في قلب العالم الاسلامي.
ان الهجمات التي تستهدف النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، في الغرب، والهجمات التي تتعرض لها القدس من اجل تهويدها، هي في الحقيقة هجمات تستهدف اهم وابرز عناصر وحدة المسلمين، فلا وحدة بين المسلمين دون النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم والقدس الشريف، وليس هناك من وسيلة يمكن للكيان الاسرائيلي وامريكا، ان يحققا من خلالها اهداف هذه الهجمات وبشكل اسرع، مثل الجماعات التكفيرية، فهي تُسيء الى نبي الاسلام بشكل صارخ، كما تنشر الفوضى في ديار المسلمين وتشغلهم عن القدس وجريمة تهويدها.
كان الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، دقيقا في تسليط الضوء على هذه النقطة في كلمته امام المؤتمر، عندما قال:” ان قائد الثورة الاسلامیة اية الله الخامنئي كان قد أكد عند ظهور تنظيم داعش الإرهابي، ان هذا التنظيم صنيعة الصهاينة لأن المسلمین لا یستطیعون ارتكاب مثل هذه الجرائم التي يرتكبها داعش، وبعد ذلك اتضح أن للتنظيم الارهابي جذورا أمريكية وصهيونية”.
يوما بعد يوم تكشف التطورات التي تشهدها منطقتنا الاسلامية، ان الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، كان يرى كل ما يحدث اليوم بنظرة استشرافية قلّ نظيرها، فقد كان يدرك رضوان الله عليه، تأثير النبي الاكرم والقدس الشريف على وحدة المسلمين، وذلك عندما، اعلن آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس، وعندما جعل من مولد نبي الاسلام اسبوعا للوحدة بين المسلمين، وكلما ابتعد المسلمون عن هذين الرمزين الكبيرين، كلما وهنوا وذهبت ريحهم، وكلما اقتربوا منهما كلما ازدادوا قوة ومنعة وعنفوانا.