• الخميس: 21/11/2024

“نيويورك تايمز” تتحدث عن أسباب تعاطف إيرلندا مع فلسطين ضد العدوان الصهيوني

بدا موقف إيرلندا، مقارنة مع نظيراتها الأوروبية مختلفا واستثنائيا، من خلال دعمها للقضية الفلسطينية، وتعاطفها مع المدنيين الذين يبادون على يد العدوان الإسرائيلي.

وبحسب تقرير نشرته “نيويورك تايمز”، فإن موقف إيرلندا أظهرها دولة “شاذة” بالنسبة للدول الغربية التي ساندت الاحتلال ودعمته سياسيا وعسكريا.

ومنذ أيام، تناوب ناشطون، على مدار 11 ساعة ونصف، أمام السفارة الأمريكية في دبلن، على قراءة أسماء آلاف الشهداء الفلسطينيين الذي ارتقوا منذ 7 أكتوبر الماضي.

ولفت التقرير إلى أن دعم إيرلندا، للفلسطينيين “متجذر”، ويعتبر نتاجا لتاريخ مشترك للاستعمار البريطاني، إلى حين الوصول إلى اتفاق عام 1998 بعد صراع دام.

وقال رئيس الوزراء الإيرلندي، ليو فارادكار، مطلع الشهر المنصرم: “ما أراه يحدث في الوقت الحالي ليس مجرد دفاع عن النفس. يبدو أنه يشبه شيئا أقرب إلى الانتقام… ليس هذا هو الوضع الذي ينبغي أن نكون عليه”، في إشارة إلى عدوان الاحتلال.

وأشارت الصحيفة إلى أن 71% من الإيرلنديين الذين شاركوا في استطلاع للرأي، يرون أن رد “تل أبيب” “شديد بشكل غير متناسب”، على قطاع غزة.

وحول الجذور التاريخية لهذا التعاطف، توضح أستاذة التاريخ في دبلن، جين أولماير، في حديثها للصحيفة أن “وضع إيرلندا كمستعمرة بريطانية سابقة شكّل بلا شك كيفية تعامل الناس في البلاد مع صراعات ما بعد الاستعمار”.

وذكرت أن هذا “التاريخ يميز إيرلندا عن عدد من الدول الأخرى في أوروبا الغربية، والتي كان العديد منها في حد ذاتها قوى استعمارية، بما يمنحها أرضية مشتركة مع الفلسطينيين”.

ومنحت بريطانيا نفسها، بعد الحرب العالمية الأولى، السيطرة الإدارية على فلسطين، وفقا للتقرير.

وكان وزير الخارجية البريطاني آنذاك، آرثر بلفور، يقمع بوحشية مطالب إيرلندا بالاستقلال، وأعلن عن دعم المملكة لـ”إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين عام 1917″ والذي بات معروفا بـ”وعد بلفور”.

وقالت الأكاديمية أولماير إن التشريع البريطاني لإيرلندا استخدمته في التقسيمات للمستعمرات البريطانية الأخرى، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية.

بدوره، قال رئيس المجلس اليهودي في إيرلندا، موريس كوهين، إن إيرلندا كانت تدعم اليهود ضد الحكم البريطاني في البداية، لكن الدعم تحول إلى القضية الفلسطينية نتيجة القمع الإسرائيلي وتوسع المستوطنات التي تبينها “تل أبيب” على الأراضي المحتلة.

وتدعم دبلن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، بالتزامن مع توتر علاقتها مع “تل أبيب” منذ أكثر من شهر، وفقا للصحيفة الأمريكية.

وقالت إنها ستقدم مساعدات إنسانية إضافية للفلسطينيين بقيمة 13 مليون يورو، مع تكرار مطالبتهم بوقف لإطلاق النار.